هناك مدن ذات سمعة طيبة ولا تتوانى في إسعاد سكانها واضعة ذلك في المقام الأول، وفي هذا النوع من المدن يعتبر الراتب المرتفع العامل الأبرز الذي تنظر فيه السلطات من أجل توفير حياة عالية الجودة للسكان.
ويمكن إعتبار دبي نموذجًا ساطعًا عندما يتعلق الأمر بتخصيص رواتب عالية للموظفين. وفقًا لتقرير “بنك دويتشه” إحتلت دبي المرتبة الحادية عشر من حيث الدخل المتاح والمرتبة الرابعة عشر في الرواتب الشهرية المرتفعة نظرًا لحقيقة أن هذه المدينة الناجحة في الشرق الأوسط تقدم للموظفين رواتب بمعدل 2.856 دولارًا شهريًا. تجدر الإشارة إلى أن دخل القابل للتصرف فيه أكثر أهمية من الراتب الذي يتم اكتسابه فقط، وبعبارة أخرى عادة ما يتم تخصيص الرواتب في دبي لتكون كافية بعد دفع الإيجار، وبالتالي فإن الدخل مرضي نسبياً.
من المثير للاهتمام ملاحظة أن دبي قد عُرفت مؤخرًا بأنها مدينة مرغوبة جدًا حيث يجتمع أشخاص يمتلكون ثروات عالية من أجل دفع دبي بالمزيد من النجاح، ولإحراز التقدم ستكون الرواتب مرتفعة لتلبية احتياجات الموظفين. وتعد دبي من أرخص الأماكن لقضاء عطلة نهاية الأسبوع فيها مقارنةً بالمدن الكبرى الأخرى للسياحة، على سبيل المثال لا تكلف سوى 1.327 دولارًا أمريكيًا بينما يرتفع هذا المبلغ في روما إلى 2.706 دولارًا، وهذا صحيح أيضًا فيما يتعلق بالمصروفات التي تدفع للاقامة في فنادق الخمس نجوم.
ووفقًا للتقرير تم تصنيف سان فرانسيسكو على أنها المدينة الأولى التي تخصص أعلى الرواتب للموظفين، ويمكن أن يعزى هذا الموضوع إلى بعض الأسباب اهمها هو أن معظم العائدات في سان فرانسيسكو تأتي من شركات مرتبطة بالتكنولوجيا والتي تظهر نجاحًا بارزًا في كسب المال من خلال تطوير التكنولوجيا. وتتبع هذه المدينة الأمريكية بعض المدن الأوروبية مثل كوبنهاغن وزيوريخ التي يتم تعيين موظفيها بأعلى رواتب شهرية.
هناك نقطة مهمة أخرى يجب وضعها في الاعتبار وهي أن تلك المدن ذات المرتبات الشهرية المرتفعة عادة ما تكون أكثر نجاحًا في تلبية احتياجات الناس بالإضافة إلى إسعادهم. على سبيل المثال كانت الدنمارك أسعد بلد في العالم لبضع سنوات متتالية وربما كان أهم الأسباب هو أن الناس راضون تمامًا عن رواتبهم.
تُعرف مدن دبي وسان فرانسيسكو وزيوريخ وكوبنهاغن ووفقًا لما ذكر أعلاه بأنها من أكثر المدن التي يتقاضى فيها موظفوها أجراً أكبر مقارنةً بالمدن الأخرى في العالم،كما تعتبر أيضًا أكثر المدن المرغوبة التي توفر لسكانها أفضل نوعية من الحياة والسعادة لذلك تمثل هذه المدن أفضل المدن للعيش والعمل.