المليونيرات ينتقلون من المملكة المتحدة إلى دبي وأبوظبي
لقد دفعت التغييرات الأخيرة في اللوائح الضريبية في المملكة المتحدة الأثرياء في البلاد إلى الاستثمار في الإمارات العربية المتحدة. ويحذر الخبراء من أنه لمنع لندن من أن تصبح مركزًا للأعمال والاستثمار من الدرجة الثانية، يجب على حكومة المملكة المتحدة إلغاء سياساتها الضريبية المثيرة للجدل بالكامل. وإلا فإن النهج الحالي لحزب العمال قد يسارع من رحيل الاثرياء من البلاد.
الإمارات العربية المتحدة: وجهة آمنة للأثرياء البريطانيين
مع هجرة الاثرياء من المملكة المتحدة، تستعد دبي وأبوظبي لاستقبال مزيد من المليونيرات البريطانيين أكثر من أي وقت مضى. ويعتقد الخبراء أن أي تغيير في قوانين ضريبة الدخل الأجنبية من قبل حزب العمال، إذا حدث، لن يخدم في التخفيف من هذا الاتجاه. ويزعم بعض المحللين أن جذب رأس المال والاحتفاظ به في المملكة المتحدة في ضوء التطورات السياسية الدولية، يؤدي إلى مطالبات أكبر بالتراجع الكامل عن هذه السياسات الضريبية.
إصلاح قوانين ضريبة الدخل الأجنبي
وقد اقترحت التعليقات الأخيرة للمستشارة البريطانية راشيل ريفز إصلاحات محتملة لقوانين ضريبة الدخل الأجنبي، خاصة فيما يتعلق بـ “مرفق العودة المؤقتة”. ومن المقرر في الأصل تنفيذ هذا الإجراء الانتقالي اعتبارًا من أبريل 2025 لمدة ثلاث سنوات، وسيسمح هذا الإجراء لغير المقيمين بنقل دخلهم الأجنبي إلى المملكة المتحدة بمعدلات ضريبية أقل. وعلى هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أعلنت ريفز عن نيتها في جعل المخطط أكثر جاذبية.
ومع ذلك، يزعم الخبراء القانونيون والماليون أن الإصلاحات المقترحة من قبل حزب العمال ستظل تشكل خطرًا جسيمًا، مما يسمح للأثرياء بالهروب من لندن، حتى مع أن التراجع يمثل تراجعًا متواضعًا عن موقف الحكومة البريطانية السابق.
لندن في تراجع، ودبي في تصاعد
أبرز كريم يوسف، وهو محامي متخصص في التحكيم وحل النزاعات في لندن، الاتجاه المتزايد للأثرياء الذين ينتقلون إلى ولايات قضائية منخفضة الضرائب. وقال:
“بصفتي محامياً متخصصاً في التحكيم الدولي يعمل بين القاهرة ولندن، فقد شهدت ارتفاعاً كبيراً في عدد العملاء الذين ينتقلون من لندن إلى دبي وأبوظبي وسنغافورة. وأينما ذهب الاثرياء، تتبعهم ثرواتهم”.
وقبل هذه التغييرات الضريبية المقترحة، كان وضع “غير المقيمين” يسمح للمقيمين الأثرياء في المملكة المتحدة بتجنب دفع الضرائب على دخلهم الأجنبي، حيث كانت إقامتهم الدائمة تعتبر خارج البلاد. ومع ذلك، تعهد حزب العمال بإلغاء هذا الوضع، بهدف إصلاح ما يراه نظاماً ضريبياً غير عادل وزيادة الإيرادات للخدمات العامة.
قوانين “غير المقيمين” خطيرة
كانت ردود الفعل على تصريحات ريفز متباينة. وقد رحب المستشارون الماليون باحتمال تخفيف القيود التنظيمية، لكنهم شعروا بأن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود للحفاظ على الاثرياء في المملكة المتحدة. وأشار يوسف إلى أن مجرد خفض القيود لا يكفي لوقف هروبهم.
وبدلاً من ذلك، أدى نظام الدخل والمكاسب الأجنبية، إلى جانب ارتفاع ضرائب مكاسب رأس المال، إلى زيادة كبيرة في العبء الضريبي على الأفراد ذوي القيمة الصافية العالية. وأوضح يوسف: “إنه سيجعل لندن أقل جاذبية مقارنة بالمراكز المالية الناشئة مثل الإمارات وسنغافورة”. كما استشهد بتقرير يو بي إس العالمي للثروات، الذي يتوقع تدفقًا كبيرًا للأثرياء من المملكة المتحدة، وقد لاحظ هذا الاتجاه بالفعل بين عملائه.
مخاوف متزايدة بشأن هجرة الاثرياء
يؤكد خبراء الضرائب أن محادثات ريفز الأخيرة بشأن تغيير قوانين ضريبة الدخل الأجنبي تتحدث كثيرًا عن القلق الوطني المتزايد على المستوى السياسي بشأن هجرة المليونيرات واسعة النطاق. وقال ريفز في مقابلة حصرية مع صحيفة وول ستريت جورنال: “نعم، أعتقد أنه مجرد شيء يحتاج الناس إلى إدراكه لأن الحكومة تدرك تمامًا الأشياء التي تزعج غير المقيمين”.
وتكشف الأرقام عن أن ما لا يقل عن 10 آلف مليونير قد هاجروا من المملكة المتحدة في عام 2024، مما يُظهر زيادة هائلة بنسبة 157٪ مقارنة بالعام السابق، مع تفاقم الأزمة. وكما ورد في التقارير، كانت الخسارة الصافية لبريطانيا هي الأعلى على مستوى العالم من المواطنين الأثرياء في العام الماضي، حيث جاءت في المرتبة الثانية بعد الصين.
هل التحولات السياسية في الولايات المتحدة فرصة محتملة للمملكة المتحدة؟
وفقًا لبحث أجرته شركة هنلي وشركاه (شركة استشارية للمواطنة عن طريق الاستثمار) والصحة العالمية الجديدة (شركة تحليلات عالمية): شهدت المملكة المتحدة خسارة صافية للمليارديرات منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. ومع ذلك، فقد حدث هروب ثروات أكثر دراماتيكية خلال العام الماضي.
ويقترح خبراء الضرائب أن التحولات السياسية في الولايات المتحدة وإعادة انتخاب دونالد ترامب المحتملة قد توفر فرصة للحكومة البريطانية لعكس هذا الاتجاه. كما أن إلغاء الإصلاح الضريبي المقترح على الوضع غير المباشر من شأنه أن يساعد في إعادة الأثرياء إلى المملكة المتحدة وضمان عدم حدوث المزيد من الضرر الاقتصادي.
الخلاصة
تواجه المملكة المتحدة تحديات في الحفاظ على الأثرياء، فقد أدت السياسات الضريبية المثيرة للجدال إلى حد كبير إلى جانب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتحول في الاقتصادات العالمية إلى تسريع هجرة رأس المال والمواهب من البلاد. وتبقى الإجابة على الأسئلة أعلاه إعادة النظر في قوانين الضرائب في المملكة المتحدة وإنشاء مخطط استثماري جذاب لوقف أي هجرة أخرى للثروات وضمان بقاء لندن في صدارة المدن المالية. ومن شأن عكس الإصلاحات الضريبية والتعامل الودي مع المستثمرين المحليين والأجانب أن يساعد في استقرار وتعزيز اقتصاد بريطانيا.
المصدر: https://www.propertynews.ae