ستستعيد دبي أخيرًا شكلها الحقيقي كمركز دولي للعقارات بحلول عام 2025، بعد أن تشهد بعض النمو الاستراتيجي والمدروس بسبب الإصلاحات الاستراتيجية التي تنفذها الحكومة، والاستثمار الأجنبي القوي، والتنويع الاقتصادي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. ويقول الخبراء إن مثل هذه العوامل ستحول دبي إلا إلى وجهة مستدامة للاستثمار وسبل العيش.
لقد كان أداء سوق العقارات في دبي مثالياً خلال عام 2024، حيث سجل أكثر من 43 ألف معاملة عقارية في النصف الأول من العام، مع ارتفاع أسعار العقارات بنسبة 41%. ولم يكن هذا النمو غير المسبوق مدفوعاً فقط بطفرة العقارات الفاخرة، بل بسبب الطلب المتزايد على التنمية الاستراتيجية والمستدامة أيضاً. وفي عام 2025، ستتحول دبي من تسجيل أرقام قياسية في المعاملات إلى تحقيق نمو ذكي ومستدام ومستهدف.
وفي عام 2025، من المتوقع أن تقود المناطق الناشئة مثل دبي الجنوب والمناطق ذات البنية التحتية المتقدمة نمو قطاع العقارات. وستواصل المشاريع الفاخرة رفع المعايير العالمية في التصميم والتكنولوجيا والحصرية. وستظل مناطق مثل نخلة جميرا ووسط دبي ومرسى دبي جاذبة للمستثمرين الدوليين والعلامات التجارية العالمية الرائدة.
في عام 2025، ستكون السياسة الحكومية أساسية لتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب، وجعل الإسكان بأسعار معقولة أكثر، ودمج الاستدامة في المشاريع العقارية. وكما يقول فاروق سيد، الرئيس التنفيذي لشركة سبرينغفيلد العقارية:
“لقد أظهرت قيادة دبي قدرة ملحوظة على التبصر في التخطيط لاحتياجات السوق، وتظل ثقة المستثمرين في رؤية دبي القائمة على السياسات عالية، حيث يوجد قدر كبير من الابتكار والتوازن في النمو”.
يعتقد أكشاي ناجديف، الرئيس التنفيذي لشركة فورمن فيفدوم، أن النمو العقاري المستقبلي في دبي سيتأثر بالإصلاحات الحكومية والاستثمارات الأجنبية واستراتيجيات المدن المستدامة. وتوقعات البنك المركزي الاماراتي بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.2% في العام المقبل، إلى جانب استراتيجيات التنمية المستدامة في دبي ومشاريع المدن الذكية، من شأنها أن تشكل فرصًا للنمو في قطاعات الإسكان بأسعار معقولة ومتوسطة.
مع تسجيل 3.6 مليون نسمة في عام 2024، من المتوقع أن يتجاوز عدد سكان دبي 7.8 مليون نسمة بحلول عام 2040؛ ومن ثم فإن النمو السكاني السريع في دبي سيستمر في تحفيز الطلب على الإسكان والبنية الأساسية الجديدة. وتدعم المبادرات السياسية طويلة الأجل التي تتبناها الحكومة فيما يتصل بالتنمية المستدامة والشمول والتنويع الاقتصادي تلبية هذا الطلب الناشئ.
في عام 2024، استقبلت الإمارات 6.700 مهاجر من أصحاب الملايين، وهو ما يعد أحد أكبر تدفقات الثروات في العالم. وقد جلب هذا فرصًا هائلة لتطوير مشاريع فاخرة ومتقدمة في دبي. ويتجهون إليها بسبب اسلوب حياتها الفريد، وفرصها الاقتصادية التي لا مثيل لها، وبنيتها التحتية الحديثة للغاية.
وبحسب دراسة أجراها خبراء، فإن نمو العقارات في دبي في عام 2025 سيكون مدفوعًا بالسياسات، حيث تهدف المدينة إلى أن تكون الأولى عالميًا في العيش والعمل والاستثمار في الإمارات العربية المتحدة. ومن النمو السكاني السريع في ظل التنوع الاقتصادي القائم على رؤية D33 إلى أن تصبح دبي 2033، فإن دبي جاهزة تمامًا لتصبح قطبًا جديدًا للنمو العالمي.
وقال عبيديا أيتون، المدير العام لشركة دبي القابضة ورئيس قمة مكاتب العائلات: “تمثل مكاتب العائلات بعض أهم محركات النمو العقاري في المنطقة، وكان هذا النمو الهائل أحد التطورات الرئيسية في سوق العقارات في الآونة الأخيرة”. ويتم دعم ذلك من خلال أحداث مختلفة: قمة مكاتب العائلات، وأسبوع أبوظبي المالي، وقمة الاستثمار العالمي.
لقد جعلت مجموعة من الابتكارات والسياسات الملائمة للمستثمرين والرفاهية من دبي وجهة جذابة للمشترين الدوليين. وتعتبر الاستراتيجيات الذكية والابتكار المستدام والتوازن بين العرض والطلب من بين عوامل نجاح سوق العقارات في دبي في المستقبل.
يتحول سوق العقارات في دبي تدريجياً من الإنجازات القياسية قصيرة الأجل إلى النمو الذكي والمستدام. وهذا الأمر لا يتعلق بالمشاريع الكبرى والرمزية؛ بل يتعلق بالاستدامة والتوازن والمستقبل القائم على الهدف. ومن خلال مثل هذه الاستراتيجيات، ستظل دبي في طليعة الوجهات العالمية للمستثمرين والمحترفين في عام 2025.
المصدر: https://www.arabianbusiness.com
