مع إطلاق مشروع توسعة مطار آل مكتوم الدولي الضخم (DWC) بتكلفة 128 مليار درهم إماراتي، تحولت دبي الجنوب بسرعة إلى أهم المراكز العقارية الجديدة في دبي. ولن يقتصر هذا التطوير للبنية التحتية على زيادة سعة المطار إلى 260 مليون مسافر سنويًا فحسب، بل سيُحفّز أيضًا قفزة كبيرة في الطلب على شراء واستئجار العقارات في المنطقة.
في حين تتراوح أسعار العقارات في المناطق المركزية مثل وسط المدينة أو الخليج التجاري بين 2.000 و2.500 درهم إماراتي للقدم المربع، فإن متوسط الأسعار في دبي الجنوب والمناطق المحيطة بها يبقى أقل بنسبة 60% تقريبًا. وعلى سبيل المثال، يبلغ متوسط سعر البيع في مدينة دبي الصناعية حوالي 750 درهم إماراتي، وفي مجمع دبي للاستثمار حوالي 850 درهم إماراتي. وقد جذبت هذه الفجوة السعرية المشترين والمستثمرين الباحثين عن عوائد طويلة الأجل.
في عام 2024 وحده، تجاوزت قيمة المعاملات العقارية في دبي الجنوب 16.1 مليار درهم إماراتي، ومن الملفت للنظر أنها تجاوزت 15 مليار درهم إماراتي في الأشهر الخمسة الأولى في عام 2025 فقط. وخلال الفترة نفسها، ارتفعت معدلات الإيجار السنوية بنسبة 20%، كما زاد عدد المتقدمين لشراء واستئجار العقارات بأكثر من 20% شهريًا. ويُظهر هذا الرقم النمو المتزامن في الطلب على العقارات الجاهزة للسكن ومشاريع ما قبل البيع.
ستُحدث مشاريع مثل مترو دبي الذي يربط مطار آل مكتوم عبر الخط الأزرق، بالإضافة إلى محطة قطار الاتحاد في دبي الجنوب، نقلة نوعية في مستقبل المنطقة من حيث سهولة الوصول والمواصلات. وقد تم مؤخرًا توقيع عقد بقيمة مليار درهم إماراتي لبناء المدرج الثاني للمطار، مما يُشير إلى التقدم السريع في المشروع.
مع تزايد الطلب على محلات التجزئة، تتزايد الاستثمارات الكبيرة. وتشير الشراكة الجديدة بقيمة مليار دولار بين شركة الاستثمار العالمية “بروكفيلد” وشركة إدارة الأصول الإماراتية إلى ثقة المؤسسات في إمكانات سوق العقارات في دبي. وعادةً ما يُطلق هذا المستوى من الاستثمار دورة نمو طويلة الأجل، على غرار ما حدث بعد افتتاح مبنى المسافرين رقم 3 في مطار دبي الدولي عام 2005، والذي أدى إلى تضاعف أسعار العقارات في مناطق مثل مرسى دبي والبرشاء بحلول عام 2008.
ومع تسارع وتيرة التطوير، وشبكة النقل المترابطة، وزيادة إقبال المستثمرين، من المتوقع أن ترتفع أسعار العقارات في دبي الجنوب بنسبة 15-20% أخرى في المستقبل القريب. ورغم أن الأسعار لا تزال معقولة، إلا أن هذه الفرصة السانحة قد لا تدوم طويلًا لأن “دبي الجنوب” في طريقها لأن تصبح وجهةً رئيسيةً لشراء المنازل للسكن أو الاستثمار في الإمارات بعوائد كبيرة.
مع التطوير الشامل للبنية التحتية في مطار آل مكتوم، ومشاريع النقل العام مثل المترو والسكك الحديدية، ودخول كبار المستثمرين المحليين والأجانب، تشهد منطقة دبي الجنوب طفرة استثمارية كبيرة. كما أن الأسعار المعقولة، إلى جانب النمو المحتمل بنسبة 15-20%، جعلت هذه المنطقة من أكثر الخيارات جاذبية لشراء العقارات أو الاستثمار في الإمارات. ولا تزال فرصة الاستثمار قائمة، ولكنها قد لا تدوم طويلاً.
المصدر: https://www.propertynews.ae
